الأربعاء، 18 مايو 2011


باحث إسرائيليّ:مواجهة حربية واسعة  متوقعّة  والشرق الأوسط يتجه نحو أعاصير
الناصرة ـ زهير أندراوس:
 رأى البروفيسور يحزقيئيل درور، المستشار السابق في وزارة الأمن الإسرائيليّة، أنّ منطقة الشرق الأوسط ستشهد أعاصير سياسية كبيرة، وبالتالي يجب أنْ تنسجم السياسة الأمنيّة في إسرائيل مع الجوهر الجديد لهذه الأعاصير، وزاد الباحث الإسرائيلي قائلاً إنّ الأزمة في مصر تشير إلى أنَّ الشرق الأوسط يتوجه نحو أعاصير، سيكون لها انعكاساتها المهمة على السياسة الإسرائيلية، ويفرض الفشل الإستخباراتي الإسرائيلي في عدم توقع الأحداث في تقويم الوضع في مصر وباقي الدول العربيّة والإخفاقات الأخرى، إصلاحاً داخلياً وجذرياً للأجهزة الإستخباراتية، مع التشديد على تطوير القدرة على فهم الأحداث في العمق، وما تحمله من أعاصير مرتقبة.
وبرأيه، تدحض الدراسة المتعمقة لما يجري كل البديهيات بشأن نفوذ القوى العظمى، فهذه القوى لا تستطيع منع وقوع الأعاصير، وحتى التدخل العسكري الواسع مثلما حدث في العراق لن يؤدي إلى التهدئة، من هنا نرى الدول العظمى بدلاً من محاولة بلورة الوقائع على الأرض (بما يخدم مصالحها) مرغمة على التأقلم وفقها، حتى لو فرض عليها ذلك التخلي عن صديق، مثل مبارك. ومغزى هذا الدرس القاسي أنْ التأييد الأمريكي لإسرائيل في المدى البعيد ليس أمراً بديهياً، وهذا ما يفرض على الأخيرة أنْ تعمل جاهدة للحفاظ على وجودها ولتعزيز قوتها.
لكن من جهة أخرى، أضاف البروفيسور درور، فإنَّ الأعاصير التي تعصف بالمنطقة تزيد في الأهمية الجيو - إستراتيجية لدولة مستقرة وديمقراطية وقوية مثل إسرائيل، في منطقة لها أهميتها العالمية، فعلى سبيل المثال، تستطيع إسرائيل في أوقات الأزمات المساهمة في ضمان تدفق النفط الذي تحتاج إليه أوروبا. من هنا، على إسرائيل تدعيم مكانتها الدولية بناء على هذه الحقائق، مع التشديد على أن النزاع العربي- الإسرائيلي لا يشكل السبب الأساسي في عدم الاستقرار في المنطقة.
قال: تثبت الأحداث التي تمر بها المنطقة أنَّ قوة الشارع تزداد، الأمر الذي يبشر بصعود أطراف جديدة إلى السلطة، وبالتالي، فإن الاستعدادات الإسرائيلية لمواجهة الوضع الجديد يجب أنْ تعمل على التخفيف من عداء الجماهير لها، وذلك عبر التوجه إلى الشباب في الدول العربية من خلال وسائل الاتصال الاجتماعي وقنوات أخرى، مع التأكيد على تطلع إسرائيل إلى السلام، وقدرتها على المساهمة في تحقيق تقدم المنطقة اجتماعياً واقتصادياً، كما أنَّ من شأن جمع إسرائيل بين الديمقراطية وقوة المؤسسة الدينية، أنْ يقدم إجابة لها في الدول الإسلامية، على حد قوله.
وبحسبه، يجب أنْ تنسجم السياسة الأمنية في إسرائيل مع الجوهر الجديد لهذه الأعاصير، وعلينا ألا نستبعد مواجهة حربية واسعة النطاق، من هنا ضرورة تعزيز الردع، بحيث يكون واضحاً للطرف الآخر أن من يشن حرباً على إسرائيل سيسحق هو ومن يقدم المساعدة له. وفي الوقت نفسه، يجب تطوير قدرات غير فتاكة من أجل احتواء عدوانية جماهير غاضبة والتصدي لها. وخلص إلى القول إنّ أهم الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من التدقيق العميق في دينامكية التغيير في الشرق الأوسط وغربي آسيا هي تلك المتعلقة بالعملية السلمية، إذ لا يمكن الاعتماد على ثبات اتفاقات سلام محلية في بيئة تتجه نحو التغييرات السريعة. والمطلوب بدلاً من ذلك هو كتلة حرجة من اتفاقات السلام تقلص توجيه الطاقة الكامنة في الأعاصير ضد إسرائيل، ولهذا الغرض على الدولة العبريّة التقدم نحو اتفاق شرق أوسطي يشمل الأطراف الإسلامية، يشمل دولة فلسطينية، وانسحابات إسرائيلية، وتسويق موضوع اللاجئين، وإعطاء الأطراف الإسلامية مكانة خاصة في الحوض المقدس، والسعي إلى تطبيع علاقات إسرائيل مع أغلبية الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هذا لن يمنع الأعاصير، ولكن سنضمن عدم توجيه طاقتها ضد إسرائيل، على حد قوله.
  القدس العربي، لندن، 18/5/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق