الجمعة، 20 مايو 2011


كيف سيوقف الصهاينة زحف
الفلسطينيين القادم؟!
[ 19/05/2011 - 06:59 م ]

اليكس فيشمان
حين وقع الحدث المخجل في هضبة الجولان، كان قادة جهاز الامن منشغلين باحتفال آخر تماما: الاحتفال على شرف تسلم رئيس المخابرات الجديد. من لم يكن هناك: رئيس الاركان، المفتش العام للشرطة، رئيسا المخابرات ـ المنصرف والوافد، وزير الدفاع، وزراء، رئيس الوزراء. وقد كانوا على أية حال واثقين من ان الجيش جاهز، متحفز ومستعد لكل التطورات وان احداث يوم النكبة باتت محسومة في جيبهم الصغيرة وانه يمكن مواصلة الاعمال كالمعتاد.
لم يتصور أحد تأجيل هذا الاحتفال الى موعد قريب آخر، ليبعده عن يوم النكبة الذي هو موعد حساس ومؤهل للاضطرابات. يا لها من ثقة. في ليلة مرمرة أيضا بقي رئيس الاركان لينام في بيته، فيما أن رئيس قسم العمليات، الذي نام في مقر القيادة العسكرية بمناسبة الحدث، حدد لنفسه لقاءات في السادسة صباحا. إذ كان واضحا جدا بأن السيطرة على السفينة ستكون لعبة أطفال.
المرة تلو الاخرى تتكرر الفجوة الهائلة التي بين اعداد الخطط، تقويمات الوضع، الاعلان عن التأهب العالي ونثر الوعود للجمهور بأن كل شيء تحت السيطرة – وبين ما يحصل في الواقع. يبدو أن القيادة الامنية تعاني من نوع ما من التضليل الذاتي حول القدرات المهنية للجيش في المجال الاكثر اشكالية للتصدي للمدنيين.
خلل عملياتي
من يدعي بأن مظاهرة الجماهير الفلسطينية في تلة الصياح كانت بمثابة مفاجأة للاستخبارات ـ لا يقول كل الحقيقة. معلومات عن المظاهرات وعن بؤر الاحتكاك في ارجاء الجولان نقلت الى القوات، وعليه فقد زودت القوات بوسائل لتفريق المظاهرات.

فضلا عن ذلك، ففي ساعات الصباح ظهرت في قاطع مجدل شمس حركة تسعين باصا، والآلاف الذين نزلوا منها احتشدوا في نطاق اعد مسبقا في القاطع في صالح المظاهرة امام السياج. في اثناء تقويم الوضع عرض الجيش على القيادة السياسية سلسلة نقاط احتكاك محتملة في يوم النكبة. القيادة السياسية، من جهتها، وجهت الجيش بكلمات واضحة: كل خرق للسيادة هو خطر على الحياة، وعليه فان كل اقتحام للجدار الحدودي سيستقبل بالنار ـ بداية بنار انتقائية نحو الاقدام، واذا لم يجدِ ذلك فتطلق النار لغرض القتل.
استخدام تعبير "خطر الحياة" نبع من الاعتبار بأن كل اختراق للجدار الحدودي من شأنه أن ينتهي بتسلل مواطني دول معادية الى البلدات، الى المستوطنات، الى استحكامات الجيش وما شابه. وعليه ـ فتطلق النار. أوامر النار هذه مقبولة، كما يبدو، من رجال القانون في الجيش.
حيال غزة ولبنان نفذ الجيش تعليمات القيادة السياسية نصا وروحا، وقد نجح هذا. هذا نجح في غزة، حين حاول الفلسطينيون اقتحام حاجز ايرز، وهذا نجح في لبنان، حيث شارك أيضا الجيش اللبناني بالنار على المتظاهرين الذين اقتربوا بشكل مهدد نحو الجدار الحدودي مع إسرائيل. ولكن في تلة الصياح، في هضبة الجولان، لم ينجح شيء. في اختبار النتيجة: كان هناك قصور. الجيش لم ينفذ قرارات الحكومة، لم يستعد كما ينبغي، ومن المعقول الافتراض بأن الشروحات للجنود أيضا لم تكن جيدة بما فيه الكفاية.
كان هناك جلبة كبيرة بدت للحظة بأن الجيش في هذا القاطع ببساطة اضاع بنطاله. وهذا خلل مهني، عملياتي، موضوع في ساحة قيادة المنطقة الشمالية. أحد ما هناك يتعين عليه أن يقدم التفسيرات. الميل عندنا هو دوما أن نلقي بالتهمة على الايرانيين الذين ينبشون وعلى السوريين الذين غيروا قواعد اللعب دون أن يبلغونا مسبقا – هو ميل صبياني وليس مهنيا.
إذ لا يدور الحديث عن خلل عملياتي في اشتباك مفاجئ مع مخربين على الحدود. يدور الحديث هنا عن حدث تم الاستعداد له على مدى أشهر طويلة ويمكن أن تكون له آثار شديدة على جودة ردع الجيش الإسرائيلي في المستقبل. يحتمل أنه بسبب هذا الخلل سيتعين، ابتداء من اليوم فلاحقا، التصرف في الحدود مع سورية بشكل مغاير تماما.
النجاح المتحقق يمكن أن يخلق محاولات اخرى لمسيرات جماهيرية الى داخل الاراضي الإسرائيلية، وليس فقط من جهة سورية. هذا قد يحصل في حزيران – بالتوازي مع الاسطول الى غزة، وقد يحصل في ايلول – حول الاعلان عن دولة فلسطينية.
وفي هذه النقطة توجد لإسرائيل مشكلة منظوماتية. باستثناء الردع، ليس في أيديها وسائل لمنع اقتحام حدودها من عشرات ومئات الاف الفلسطينيين الذين ينجحون في تنظيم أنفسهم وتحقيق عودتهم بأقدامهم
تلقينا تحذيرا: فالفلسطينيون ساروا نحو حدود إسرائيل من ثلاثة اتجاهات: غزة، لبنان وسورية. الاردن، مصر والسلطة الفلسطينية ستوقف مسيرات من ثلاثة اتجاهات محتملة اخرى. ولكن هناك أيضا – ليس هناك ما هو مضمون تماما. كلما جرى الحديث أكثر عن تسوية سياسية أو عن اقامة دولة فلسطينية، سيصبح حق العودة علم الكفاح الفلسطيني. هكذا بحيث أن المسيرات والاساطيل لتحقيق حق العودة ستنال المزيد والمزيد من الزخم. ما الذي سنوقفه في وجههم؟ قناصة؟ ربما بنادق الوان، مثلما في مرمرة.

يديعوت أحرونوت، 18/5/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق