الأحد، 15 مايو 2011


في كلمة له بذكرى النكبة عقب صلاة الفجرهنية: ثلاث بشريات لانهيار المشروع الصهيوني وثلاثة مرتكزات لتحقيق التحرير
[ 15/05/2011 - 08:57 ص ]
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية، أن هناك ثلاث بشريات في ظل المتغيرات العربية الحالية تعزز اقتراب تحقيق النصر وانهيار المشروع الصهيوني، فيما هناك ثلاثة مرتكزات لإنفاذ مشروع التحرير.
متغيرات وبشريات النصر
وقال هنية في كلمة له في ذكرى النكبة عقب صلاة فجر اليوم الأحد (15-5) في المسجد العمري بغزة: "نحن في الذكرى الثالثة والستين للنكبة نرى هناك متغيرات ستؤدي لانهيار المشروع الصهيوني في فلسكين وانتصار مشروع الأمة.
المصالحة
وأوضح أن هذه التباشير تتمثل في ثلاثة متغيرات مهمة، الأول منها يتمثل في إحداث المصالحة الفلسطينية؛ حيث تحققت هذا العام باكورة المصالحة بالتوقيع على التفاهمات الفلسطينية والورقة المصرية.وشدد على أن وحدة الشعب أساس لتحقيق النصر والتحرير وعودة اللاجئين لوطنهم، مضيفًا أن "الضعف في فرقتنا وخلافنا".وقال: "اليوم نتسلح ببداية الوحدة والمصالحة والتعايش بين أبناء الشعب على اختلاف برامجهم السياسية، هذا الأمر يفتح أمامنا آفاقًا جيدة وهو أمر في غاية الأهمية".
وأكد الحرص على التطبيق الأمين لاتفاق المصالحة، مشيرًا إلى أن "الكثير من أبناء شعبنا ينظر بترقب، والكثير من الخوف والشك (في تنفيذ اتفاق المصالحة)"، وقال: "هذه التخوفات مشروعة، ولكن علينا أن نعقد النية والعزم لإنجاح هذا الاتجاه وندفع من أجله الثمن وأن نقدم من أجله استعادة الوحدة على أساس حماية الثوابت وخيار الجهاد ورفض التفريط وربط هذا الشعب بمورثاته الثقافية وعقيدته ودينه".
الثورات العربية .. تحول مهم
وبين رئيس الوزراء أن المبشر الثاني هو التحولات والثورات العربية التي تنطلق من حولنا في العديد من العواصم العربية "تحديدًا ما يجري في مصر الشقيقة، الخزّان البشري الاستراتيجي، هذا التحول الكبير في ثورة تهدم وتبني".
وقال: "هذه الثورات التي تخرّج اليوم نظمًا مرتبطة بإرادة الشعوب، شعوب الأمة التي استبعدت على مدار عقود من الزمن وعاشت تحت الاستبداد والقهر.. اليوم هذه الشعوب تملك زمام المبادرة"؛ مؤكدًا أن هذه الثورات سيكون لها تأثير على إحداث تحولات في قضيتنا الفلسطينية.وأشار إلى التواجد المليوني في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي، وقال: "رأينا كيف عادت القضية الفلسطينية بقوة إلى مصر، ورأينا أعلام فلسطين التي غابت، وهي تخفق في سماء العاصمة المصرية من الشباب المصري".وقال: "نحن نعيش واحدة من بشائر النصر في تغيير منهجية الأمة ورفضها الاستبداد وانحيازها للقضية والقرآن" مؤكدًا أن هذه الثورات سيكون لها الأثر الإيجابي على القضية والسلبي على الكيان.

الوعي الفلسطيني والإسلامي

أمّا المبشر الثالث، حسب هنية، فهو الوعي الكبير لدى أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده وأبناء الأمة، وهو ما أسقط العبارة التي تقول "الكبار يموتون والصغار ينسون"، معقبًا بقوله: "ربما يموت الكبار ولكن الصغار لا ينسون"، فمن فجر الانتفاضتين هم من ولدوا في عهد الاحتلال.
وأشار إلى التحولات والحراك في الساحات العربية والأوروبية مثل المؤتمر المعقود للفلسطينيين في أوروبا، الذي عقد في ألمانيا؛ حيث رفضوا التدجين والتوطين ونادوا بوحدة فلسطين، وكذا المسيرة التي خرجت في بريطانيا تحمّل هذه المسؤولية التاريخية عن الشعب الفلسطيني لوعد بلفور.
وعبر عن ارتياحه للمسيرات التي خرجت في الضفة، وقال: "نحن ننظر بارتياح للمسيرات المشتركة والموحدة في مدن الضفة ونريد المزيد والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين حتى نمضي بخطى ثابتة وبلا إرباك نحو تحقيق هذه المصالحة".
وأكد سقوط كل أولئك الذين نادوا بإسقاط حق العودة وقال: "سقطت وثيقة جنيف، واليوم ندوسها بأقدامنا، لأنها أسقطت حق العودة، كل الذين يتنكرون للثوابت وفي مقدمتها حق العودة سيكونون خارج التاريخ".وأضاف: "نحن أمام تحولات تاريخية كبيرة والعجلة دارت والمشروع الصهيوني لم يعد على قمة هذه العجلة"، متابعًا أن "المشاريع الاستعمارية لا بقاء لها على الأرض العربية والإسلامية وعلى أرض فلسطين منها على وجه الخصوص".

مرتكزات تحقيق التحرير
وأكد هنية أننا اليوم أمام باكورة التحرير الحقيقية، لافتًا إلى ثلاثة مرتكزات يجب أن نتمسك بها لتحقيق التحرير.وقال: "الركيزة الأولى هي وحدة المرجعية للقيادة الفلسطينية" مبينًا أن وثيقة المصالحة تناولت هذا الأمر عبر إعادة بناء منظمة التحرير والإطار القيادي المؤقت والمهام الموكلة بها في غاية الأهمية ويجب أن نتمسك بتطبيقها بحذافيرها.ولفت إلى أن الركيزة الثانية هي حماية الوحدة الفلسطينية وأن ترتكز على توجهات صادقة وعدم تكرار التجارب السابقة.
وأشار إلى أن الركيزة الثالثة تتمثل في الاعتماد على عون الأمة، وقال: "فلسطين قد لا يحررها الفلسطينيون؛ فالتحرير الشامل بحاجة لوقفة هذه الأمة ودعمها وإسنادها للمقاومة الفلسطينية المقاومة المستمرة وهي مقاومة استنزاف وإرهاق للمشروع وما يمكن أن تحرره جيد، ولكن التحرير يحتاج إلى وقفة الأمة وانخراطها في مشروع التحرير".وأضاف: "على الأمة واجب النصرة والتأييد والعون ماليًّا وسياسيًّا ومعنويًّا، وحتى عسكريًّا من أجل أن يبقى هذا الشعب الفلسطيني قويًّا وقادرًا على مواجهة الاحتلال ووقف تمدده السرطاني في الأرض الفلسطينية وغيرها من أرضنا العربية".
قرن كامل من الجهاد
وأشار هنية، إلى أنه "إذا كان مرّ 63 عامًا على ما يسمى النكبة أو اغتصاب فلسطين، فإن هناك قرنًا كاملا من الجهاد والصمود والمقاومة والثبات في وجه هذه الهجمة الاستعمارية منذ الانتداب البريطاني ومرورًا بالاحتلال الصهيوني".وقال: "أمران عظيمان كانا باكورة قرن الجهاد والمقاومة، الأول: "الثورة والجهاد والمقاومة؛ ثورة البراق عام 1929 التي انطلقت من المسجد الأقصى أولى القبلتين، كانت انطلاقة الجهاد من المسجد، المسجد الأقصى، المسجد يعني الهوية والحاضنة لهذا الجهاد المبارك".

وأضاف: "تجددت هذه الانطلاقة من بيوت الله في محطات عديدة من تاريخ شعبنا خلال المائة عام التي مضت، مرورًا بثورة القسام وحسن سلامة والحسيني، ثم الثورة المعاصرة، ثم انتفاضة المساجد التي استمرت سبعة أعوام التي انطلقت من المساجد وأسسها الجيل المؤمن، ثم كانت الانتفاضة الحالية التي تصعد وتخفت أحيانًا، وكانت بقدر الله انتفاضة الأقصى".وتابع: "ما بين 1929 ثورة البراق من المسجد الأقصى، وانتفاضة 2000 التي سميت انتفاضة الأقصى، هذا يعني أن الشعب الفلسطيني يعرف طريقه ويعرف طريق التحرير وأن حسم الصراع ومعركة التحرير لا يمكن أن تكون إلا تحت راية الإسلام".
المسجد والعودة لمنطلقات النصر
وقال: "ما نرسخه اليوم ونحن نصلي صلاة الفجر في ذكرى النكبة هو أن نعود لهذا المسجد ونقيم الصلاة كما نقيم صلاة الجمعة، فقد قال قائلهم (الصهاينة) عندما ترون صلاة الفجر مثل صلاة الجمعة اعلموا أننا في خطر ككيان صهيوني".
وشدد على أن هذا هو منطلق النصر ومكمن الخوف والرعب عندهم، "شعبنا قدم نماذج من المجاهدين وحملة القرآن والبندقية.. يوم أن حمل الشباب البندقية في يدٍ والمصحف في يدٍ فعلوا الأعاجيب وأرغموا العدو على الاعتراف بالهزيمة والانكسار".وبيّن أن الأمر الثاني هو الشهادة والدماء التي ترخص في سبيل الله، "فمع ثورة البراق كان إعدام القادة: عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي، الثلاثة في أيلول (سبتمبر) 1930، والتي تتجدد اليوم من ذات المسجد الأقصى باستشهاد الطفل المقدسي ميلاد".وقال: "من المسجد كان الجهاد ولا جهاد بدون تضحيات ودماء، ولا حرية بدون تضحيات، وشعبنا لم يبخل في تقديم فاتورة التضحيات".
وشدد على أنه لا عودة لفلسطين إلا بالعودة لله رب العالمين، لا عودة إلى يافا واللد وصفد إلا بالعودة إلى ظلال المسجد والقرآن.
النصر آتٍ
وختم حديثه بالتأكيد أنه لا تنازل ولا تفريط في حقوق وثوابت شعبنا، وقال: "لن نعترف بالاحتلال.. لا تخلي عن مشروع المقاومة كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التحرير.. لن نتخلى عن قضية الأسرى سنتمسك بكل مطالب مقاومتنا من أجل إنجاز حريتكم".وشدد على أن "النصر آتٍ والدولة آتية، واللاجئون عائدون والاحتلال إلى زوال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق