في الذكرى الأولى لاغتياله
المبحوح هزم جهازاً استخبارياً بأكمله
غزة – فلسطين الآن – خاص
يعيش الشعب الفلسطيني الذكرى السنوية الأولى لعملية اغتيال القيادي في حركة حماس "محمود المبحوح"، والذي اغتيل على يد عصابة كبيرة من الموساد الصهيوني في فندق بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة.
عملية الاغتيال الجبانة والتي أظهرت التحقيقات التي أعقب العملية فشل استخباري لجهاز الموساد الصهيوني الذي عجز عن مواجهته في الميدان، فعمل على اغتياله بصورة جبانة تدلل على الحقد الدفين الذي يحمله الصهاينة في قلوبهم، ومزقت صورة جهاز الموساد الصهيوني الخارقة التي كانت مطبوعة في عقول وأذهان البشرية.
جيش مقابل شخص
ففي الـ 20 من يناير 2010 أقدم أكثر من 27 رجل وامرأة من الموساد الصهيوني على مراقبة وتتبع حركات القيادي "محمود المبحوح"، في إمارة دبي.. فالهدف حدد وهو القيادي المبحوح وينزل الآن في فندق البستان روتانا، في غرفة رقم 230، تتواصل المراقبة ويتجهز فريق الاغتيال للانتقاض على فريسته في الفندق.
لحظات ويتوزع العناصر الجبناء في أنحاء الفندق بين مراقب للشخصية المستهدفة وآخرين في الغرفة يتجهزون لتنفيذ الجريمة عقب دخول القيادي المبحوح إلى الغرفة، وبعد ساعات من الغياب عن الفندق يعود المبحوح إلى غرفته، ومن ثم ينقض عليه عدة رجال يصارعونه ومن ثم يحقنوه بمادة مخدرة لتسهل عليهم عملية قتله.
التكنولوجيا تفضحهم
قتلوه، وظنوا أنهم سينجون بفعلتهم كالمرات السابقة، فعملوا على ترك علبة دواء بجانب الجثة، ونظفوا المكان بشكل جيد، ووضعوا ورقة على الباب كتب عليها " الرجاء عدم الإزعاج"، ولكن الفريق الفاشل استخبارياً نسي أن الفندق وكل شارع وزقاق في إمارة دبي يوجد به كاميرا تراقب كل حركة وكل سكنة.
أبسط أنواع التكنولوجيا فضحت البلهاء، فكشفت وجوههم وعرت كل أساليب التمويه التي قاموا بها من محاولة تغيير ملامحهم عبر تغيير الملابس أو وضع شعر مستعار، ناهيك عن صور جوازاتهم التي حفظت على أجهزة الحاسوب في الفنادق والمطار الذي وصلوا من خلاله إمارة دبي.
أيام قلائل تكشف الكثير من الأسرار عن عملية الاغتيال والجهة المنفذة لها، وتظهر علامات الصدمة على وجوه الصهاينة، فعوضاً عن اغتيال شخص على الرغم من ثقله الحركي وسجله الحافل بالعمليات الفدائية التي كان أبرزها أسر جنديين صهيونيين، دمر مقابله جهاز استخباري كامل، كان ينظر إليه كأقوى جهاز استخباري في العالم.
مطاردته وخروجه من غزة
يشار إلى أن القيادي المبحوح خرج من غزة بعد أن كشف أمره وتيقن قوات الاحتلال الصهيوني أنه خلف علمية أسر الجنديين الصهيونيين " آفي سسبورتس" و" إيلان سعدون "، فقد قامت قوات خاصة فجر 11/5/1989 مستقلة سيارات من نوع فورد، بتطويق بيت القيادي المبحوح، وبدأت عمليات الإنزال على شرفة المنزل وسطح المنزل، و بإلقاء قنابل صوتية وتكسير أبواب المنزل بدون سابق إنذار واعتقلوا كل من في البيت بما فيهم أطفاله الصغار.
وكانت هناك قوات خاصة في كراج الشهيد تنتظر قدومه لقتله أو اعتقاله، وكان الجنود الصهاينة متخفين بزي عمال زراعة، وعندما توجه أخواه إلى الورشة ( الكراج) قام الصهاينة بإطلاق الناري عليهما لحظة دخولهما، وأصيب أخوه فايق وتم اعتقاله من قبل الصهاينة أما نافز فقد أصيب بجرح بالغة الخطورة وتم نقله إلى مستشفى الأهلي.
ورغم الحصار والمطاردة ذهب أبو العبد إلى المستشفى ليطمأن على أخويه ومن ثم غادر المكان وبعد ذلك تمكن من الخروج من قطاع غزة. وفي عام 1990م ، قررت المحكمة الصهيونية هدم بيت الشهيد ومصادرة الأرض، وكانت التهمة الموجهة إليه خطف جنود صهاينة.بعد مطاردة في غزة دامت أكثر من شهرين ، تمكنوا من اجتياز الحدود هو ورفاقه ، إلى مصر، وعندما اكتشف أمرهم من قبل الصهاينة، طالبوا الحكومة المصرية بتسليمهم إلا أنهم تمكنوا من الاختفاء عن أعين قوات الأمن المصرية لمدة 3 شهور حتى تم الاتفاق على تسليمهم وترحليهم إلى ليبيا ، ومن هناك غادروا إلى سوريا حيث أكمل مشواره الجهادي هناك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق