الجمعة، 7 يناير 2011

حماس تواجه في ثلاث جبهات

حماس تواجه في ثلاث جبهات
[ 05/01/2011 - 06:52 ص ] 
المهندس ابراهيم غوشة

تبلورت المواجهة لحركة المقاومة الاسلامية حماس وخاصة في العام المنصرم 2010 في ثلاث جبهات يمكن تلخيصها فيما يلي :
-1 - جبهة قطاع غزة
حيث يرى بعض المحللين السياسيين بأن حكومة نتنياهو مشغولة تماماً في نتائج فشل المفاوضات مع عباس بسبب اصرار حكومة نتنياهو اليمينية على رفض تجميد الاستيطان والعلاقة مع اوباما في النصف الثاني من ولايته، ونتائج محرقة غزة منذ عامين ومواجهة تركيا في أسطول الحرية في 31/5/2010، ومشاكله مع وزير خارجيته ليبرمان وخاصة في الايام الاخيرة وتململ حزب العمل، وقرب استبدال رئيس الاركان اشكنازي ورئيس الموساد داغان ورئيس الشاباك ديسكن ورئيس الاستخبارات العسكرية يدلين وغيرها مما يُستبعدُ معه شن حرب جديدة على قطاع غزة·
البعض الآخر من المحلليين السياسيين يرى بأن عدوان 2008 على القطاع في (رصاص مصبوب/1) لم يحقق أهدافه في تصفية حركة حماس من القطاع وبحاجة الى حملة (رصاص مصبوب/2) بعد أن صمدت حركة حماس وأعادت تسليح كتائب القسام بمعدات جديدة ظهر بعضها مؤخراً في استهداف دبابة ميركافاه-3 بصاوخ كورنيت، وصواريخ بعيدة المدى وصل بعضها الى عسقلان قرب روضة اطفال كما تروج الصحف العبرية في الآونة الاخيرة، كما ان دخول جلعاد شاليط عامه الخامس في أسر القسام يُحرج نتنياهو في الداخل الصهيوني·
وعلى كل فإن الحذر مطلوب من حركة حماس وكذلك الاستعداد من كافة فصائل المقاومة امام اي اجتياح للقطاع او قصف ثقيل او اغتيالات للعسكريين والسياسيين، وضرورة تجنب ضربات غادرة سريعة كتلك التي استهدفت الشرطة المدنية في 27/12/2008 وأدت الى استشهاد اكثر من 250 ضابطاً وشرطياً في ثلاث دقائق في حفل تخرج لا معنى له بتاتاً في ظل تهديدات صهيونية صدرت من القاهرة قبل يومين من الضربة وهي نفس التهديدات والظروف الحالية الآن·
كما وان اعادة الاعتبار في حركة حماس لمجال المقاومة وهو المكون الرئيسي لانطلاقة الحركة في 14/12/1987 مطلوب بشدة ولا معنى لأي انتخابات او برلمان اوحكومة في ظل الاحتلال، فمربط الفرس هو في دحر وازالة الاحتلال اولاً··
2 - جبهة القدس والضفة الغربية
على الرغم من الاوضاع الصعبة في الضفة الغربية والقدس بسبب الاحتلال والاستيطان الشرس وتعاونه مع سلطة اوسلو الكامل في تجفيف ينابيع المقاومة المسلحة والمقاومة الشعبية الواسعة·
الا ان حركة حماس تعمل المستحيل لابقاء جذوة المقاومة مشتعلة في القدس والضفة الغربية·
وابرزها عملية الخليل في 31/8/2010 بقيادة الشهيدين النتشه والكرمي وعملية القدس في 6 اذار 2008 بقيادة الشهيد ابو دهيم، كما وان الحركة الاسلامية في القدس وفي الـ 48 بقيادة الشيخ رائد صلاح تكاد تكون القوة الرئيسية في التصدي لتهويد الاقصى والقدس، وتتصدى للاحتلال في القدس القديمة وفي احياء القدس حولها مثل سلوان ورأس العامود والعيسوية والشيخ جراح والمكبر وصور باهر ووادي الجوز وبيت صفافا وغيرها، وقد اعتقل جيش الاحتلال الف طفل عام 2010 بسن 15 عاماً تقريباً باعتبار ان هذا الجيل هو دينامو الانتفاضة·

3 - جبهة سلطة عباس في الضفة
بسبب التواطؤ الامني بين سلطة عباس والاحتلال الصهيوني والذي وصل أوجه في اعتقال حوالي ثلاثة آلاف من كوادر حماس عام 2010 في الضفة الغربية نصفهم من الاسرى المحررين ومازال حوالي الف كادر منهم في سجون المخابرات الفلسطينية والامن الوقائي في الضفة الغربية مع التنسيق مع ضباط الاحتلال والجنرالات الاميركيين والاوروبيين وعلى رأسهم دايتون ثم موللر حيث تم تشكيل حوالي عشر كتائب من الفلسطينيين الجدد الشباب الذين يحاربون المقاومة تحت لافتة الارهاب المزعوم·
ويجري اخماد كل نفس مقاوم في الجمعيات الخيرية والبلديات والجامعات والمساجد ولجان الزكاة وغيرها·
ومؤخراً أضرب عن الطعام ستة من المعتقلين منذ عام 2009 وعام 2008 وبعد ان اصدرت المحكمة العليا قراراً بالافراج عنهم الا ان أمن عباس رفض ذلك، وعرضهم لصنوف التعذيب بعد اضرابهم عن الطعام لأكثر من شهر وهم (وسام القواسمي ومحمد عبيد واحمد العويوي ومحمد سوقية ووائل البيطار)، ونقلوا من معتقل اريحا الى بيت لحم واوشكوا على الموت، بالاضافة لاعتقال الحرائر من النساء ومنهن تمام ابو السعود ومها اشتية وميرفت صبري·
وقد أدت هذه التطورات ضد معتقلي حركة حماس في سجون سلطة عباس الى اتخاذ الحركة قراراً بوقف جلسات المصالحة بين (حماس وفتح) التي جرت في نهاية عام 2010·
وقد عقد مؤتمر صحفي في دمشق يوم 21/12/2010 تم فيه الكشف عن تطورات مآسي معتقلي حماس والجهاد واعلن فيه عضو المكتب السياسي عزت الرشق "ان حركة حماس ترفض ان تستخدم جلسات المصالحة (بين حماس وفتح) غطاء لحملات الاعتقال واستمرار التعذيب"·
كما دعا عضو المكتب السياسي صالح العاروري الشعب في الضفة الغربية "الى الخروج بمسيرات نصرة للمعتقلين في سجون عباس قبل ان يخرجوا في جنازاتهم"·
وفي تقديري ان قرار وقف جلسات الحوار كان سليماً سيما ان التناقض بين حركة حماس وحركة فتح/ عباس هو تناقض لا يمكن جسره، فحركة حماس تتمسك بفلسطين كل فلسطين، وبالقدس كل القدس، وبعودة اللاجئين كل اللاجئين الى اراضيهم وممتلكاتهم في الـ 48، وعلى قاعدة المقاومة والجهاد لتحرير الوطن والتي بدأها الشعب الفلسطيني منذ مئة عام وربما تحتاج لمئة عام اخرى، وترفض الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني وترفض اعادة بناء (م·ت·ف) على أسس ديموقراطية تمثل الفلسطينيين في الضفة والقطاع والـ 48 وفي الشتات·
اما حركة فتح عباس (وليس فتح 1965) فهي تتخلى عن 78% من فلسطين وعن القدس الغربية وعن حق العودة وتجعل اتفاقية جنيف والمبادرة العربية بديلاً عنه، وترفض المقاومة ولو بالحجارة وتعتبر المفاوضات والمفاوضات فقط هي الطريق للدولة ولو على الجدار العنصري، وتتمسك باتفاقية اوسلو وملحقاتها وتحتكر منظمة التحرير ألعوبة بين يديها، كما وان عدداً من اعضاء اللجنة المركزية لفتح الحالية هم ممن شاركوا في تصفية قيادات حركة حماس منذ التسعينيات، ومن هؤلاء القادة يحيى عياش ومحي الدين الشريف وعادل وعماد عوض الله وكمال كحيل وخلية صوريف وغيرهم كثير·
ان هذا التباين الكبير بين الفصيلين في الرؤية السياسية والبرنامج السياسي والممارسة الميدانية تجعل من شبه المستحيل نجاح اي مصالحة وطنية او وحدة وطنية بينهما·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق