في ذكرى حرب الفرقان..
أبو عبيدة: الضفة ستنهض من جديد ولن تسقط من حسابات القسام
[ 28/12/2010 - 01:44 م ]
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أبو عبيدة : سنقاتل حتى الرمق الأخير ولن نسلم القضية لمن يضعها في المتاهات
التهديد بعدوان حرب دعائية قذرة تحاول إرباك الساحة والمقاومة
فرج الأسرى قريب وقضيتهم لن نسقطها أبداً بإذن الله
أكد أبو عبيدة، الناطق باسم " كتائب الشهيد عز الدين القسام " ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية " حماس " أن الضفة الغربية المحتلة عاجلاً أو آجلا ستتجاوز محنتها الصعبة وستعود فاعلة بعد سقوط المشاريع البديلة عن المقاومة بالضفة، والتي ثبت فشلها يومًا بعد يوم، مؤكدًا أنها لن تسقط من حسابات الكتائب، " لأنها ساحة مقاومة ومواجهة أساسية مع الاحتلال، ونتوقع لها نهضة جديدة وكبيرة في المقاومة ". وأكد أبو عبيدة في حديثٍ خاصٍّ لـ " المركز الفلسطيني للإعلام " اليوم الثلاثاء (28-12) ، ينشر لاحقًا، بمناسبة الذكرى الثانية لحرب الفرقان، أن " حماس " والقسام لا يزالان يحافظان على خط المقاومة ونهجه الأصيل، مشددًا على أن كتائب القسام ستقف في خط الدفاع الأول عن شعبنا والأمة، وستصد أي عدوان عليه .
وقال الناطق باسم الكتائب : " تهديدات الاحتلال بشن عدوان على القطاع حملة قذرة للعب دور الحرب النفسية والدعائية ضد شعبنا في ذكري حرب الفرقان، بهدف إرباك الساحة الفلسطينية والمقاومة، وتدلل في الوقت ذاته على فشل الحرب الصهيونية الماضية التي سميت علمية " الرصاص المصبوب " ، وإلا فلماذا يهدد بحرب جديدة؟ !".
وأضاف : " القسام في ذكرى حرب الفرقان ما زالت عند عهدها للشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وستبقي محافظة على ثوابتها وستقاتل حتى آخر رمق من أجل حماية شعبها وأرضها ومقدساتها بكل بقوة، ولن تألو جهدًا في تطوير المقاومة وأساليبها، ولن تستسلم أو تُسلم هذه القضية بما تحمله من شرف وقدسية لمن يضيعها ويذهب بها لمتاهات ".
واختتم بالقول : " نقول للأسرى في سجون الاحتلال والمختطفين في سجون السلطة الموالية للاحتلال : الفرج قريب بإذن الله، فمهما طالت ظلمة السجن ستعودون إلى ذويكم، و " القسام " لن تألوا جهدًا في تخليصهم من القيد، فهم على رأس أولويتنا وطالما عبر تاريخنا في المقاومة حاولنا، وما زلنا نحاول فك أسرهم بكل ما أوتينا من وسائل وستبقي قضيتهم حاضرة، ولن نسقطها أبدًا بإذن الله ".
وفيما يلي نص الحوار
* * تأتي الذكرى الثانية لحرب الفرقان، على وقع ارتفاع وتيرة التهديدات الصهيونية بشن عدوان جديد على القطاع، كيف تقرؤون هذه التهديدات؟ .
* نحن أولا نقرأ هذه التهديدات الصهيونية على أنها محاولة صهيونية قذرة للعب دور الحرب النفسية والدعائية ضد شعبنا الفلسطيني في ذكري حرب الفرقان، ليقولوا للشعب الفلسطيني أنكم ما دمتم متمسكين بالمقاومة التي لم تسقط حتى الآن في غزة، فنحن جاهزون لحرب جديدة، وهي نوع من حملة دعائية كبيرة يقوم بها الاحتلال الصهيوني منذ فترة ، ونحن ونقرأ التهديدات على أنها محاولة لإرباك الساحة الفلسطينية والمقاومة، كما أنها تؤكد فشل الحرب الصهيونية الماضية التي سميت علمية " الرصاص المصبوب " ، وإلا إذا لم تفشل لماذا يهدد بحرب جديد؟!
** في هذه الذكرى، أين تجد كتائب القسام نفسها؟ وما مدى استعدادها لمجابهة أي عدوان؟ .
* نحن بإذن الله تعالي رغم هذا التهديد والوعيد الذي يقوم الاحتلال الصهيوني والذي يصرح به قادته العسكريين والأمنيين والإعلاميين بان هناك حرب ضد القطاع، وبالرغم من حجم التحريض الذي يمارس ضد غزة، إلا أننا في كتائب القسام نؤكد أننا جاهزون للتصدي لأي عدوان ولن يجد منا الاحتلال سوي المقاومة والتصدي بكل ما أوتينا من قوة، ولن يجد منا رفع الرايات البيضاء، ونحن لا نخشى من تهديدات قادته التي تصدر عن دوائر الاحتلال الأمنية العسكرية صباح مساء .
** العدو يتحدث عن تحسن نوعي في قدرة المقاومة، ويرى البعض أنه يضخم في قدرة المقاومة ليبرر مهاجمتها، أنتم ماذا تقولون؟
نحن نقرأ بالفعل هذا التصريحات الصهيونية على أنها محاولة لتضخيم حجم المقاومة الفلسطينية حتى يستطيعوا تبرير أي عدوان قادم، كما أن الصهاينة اعتادوا على المسكنة والكذب على العالم والادعاء بأنهم الضحية لكي يجلبوا الرأي العام العالمي لصالحهم ليبرروا أي عدوان ضد شعبنا، رغم أن العدوان بالفعل قائم على قطاع غزة ويتجسد في عدة أشكال منها القصف والاغتيالات والحصار، ولكننا رغم ذلك نؤكد أن إمكانات المقاومة محدودة بالنسبة لما يمتلكه الاحتلال، وبالرغم من استعدادنا للتصدي للاحتلال بكل قوة، وتأكيدنا على امتلاكنا خيارات عديدة، ولدينا بفضل الله ما سيؤثر على قوة الاحتلال إلا أننا لا ندعي امتلاك جيش أو قوة موازية للاحتلال، لذا فهذه التصريحات الصهيونية محاولة التضخيم الصهيوني أكاذيب مفضوحة لن تطلي على احد من أبناء شعبنا أو حتى من أحرار العالم، ونحن في نفس الوقت نؤكد أنه من حقنا امتلاك وسائل القوة من اجل التصدي لهذه للترسانة الصهيونية الضخمة
** في إطار التحليل الهادئ لنتائج حرب الفرقان، لابد أنكم أجريتم قراءة في الدروس والعبر، ما هو أبرز الأمور التي توقفتم عندها في إطار ما يمكن الحديث عنه؟ .
طبعا معركة حرب الفرقان كانت في الحقيقية مرحلة هامة جدا في تاريخ المقاومة ومرحلة فاصلة واستفادت منها المقاومة استفادة كبيرة وكانت إضافة كبيرة إلى رصيد تجربتها في العمل تحت الضغط الكبير والعمل ضد غزوة صهيونية كبيرة ضد القطاع وعملية وواسعة على هذا النطاق، فنحن في الكتائب استفدنا الكثير في معركة الفرقان من العبر في التعامل مع الاحتلال في الجانب التكتيكي والعسكري والعملي، وسنستفيد بإذن الله من كل الدروس والعبر التي أخذناها في الجانب العلمي في معركة الفرقان وستنعكس على عملنا بشكل ايجابي في صراعنا مع الاحتلال بإذن الله.
** لا تزال وقائع الملاحم في معركة الفرقان حاضرة كدليل على الصمود والبطولة، لو أردنا أن نذكر بأبرز وأهم ثلاث صور لهذه البطولات؟ .
من الصعب حصر هذه الملامح والبطولات التي حدثت في الفرقان ويكفي أن تكون أهم ملامح الحرب التي شنها الاحتلال على غزة ، هو أن المقاومة استطاعت بقدراتها بفضل الله ثم بثبات مجاهديها استطاعت أساقط الهدف الصهيوني بكسر شوكة المقاومة وطلب وقف النار .
المقاومة استطاعت بفضل اله تعالي في سباقة تاريخية أن تصمد صمود أسطوري أمام جيش يعتبر الأقوى في المنطقة واستطاعت في مساحة بسيطة من الأرض جغرافيا وبإمكانات متواضعة جدا أن تصمد بهذا الصمود الكبير وتتصدي للاحتلال وتوقع فيه خسائر كبيرة وتجعله يفكر في استراتيجيات جديدة للتعامل مع غزة بعد فشل كل خططه السابقة في التعامل مع شعبنا وغزة
وكما أن المقاومة الفلسطينية في حرب الفرقان اثبت لكل العالم أنه إذا كانت هناك إرادة حقيقة للصمود والثبات على الأرض، فان كل المخاطر والصعاب يمكن تجاوزها كما حدث في الفرقان، وكما واستطاعت المقاومة وفي مقدمتها القسام بفض الله تعالي إثبات لكل العالم أننا كنا نعد خطط متواضعة للتصدي عن غزة، وقد نجحت المقاومة في الصمود أمام جيش كبير لأن إرادة الصمود كانت وما زالت متوفرة لدينا للصمود على هذه الأرض .
** تمسك الحركة وجناحها العسكري بالمقاومة يبدو واضحاً للأغلبية لكن هناك من يشكك، هل من أي تغيير في إستراتيجية خيار المقاومة؟ وما هي الرؤية التي تحكم التحرك الميداني في ظل تساؤل البعض لماذا تغيب الكتائب عن الرد على جرائم الاحتلال .
أي منصف يستطيع أن يقرأ بسهولة أن كتائب القسام وحماس لا زالت تحافظ على خط المقاومة ونهجه الأصيل، ونحن نحن سمعنا الكثير من الأصوات التي تشكك في تمسكنا بالمقاومة والأيام اثبت عدم صحة هذا التشكيك واثبت انه كيدي في غالب الأحيان، والمنصفين والذين يشعرون بغيرة يؤكدون أننا لا زلنا محافظين على نهج المقاومة وأننا نقف في الخط الدفاع الأول عن الأمة وشعبنا، وكما أن قيادة المقاومة من حقها أن تحدد المراحل التي تسير فيها في المقاومة وأن تنقل بين المراحل المختلفة وتستخدم البدائل لكل مرحلة بحسب ما تقضيه مصلحة الشعب الفلسطيني ومقاومتنا، لذا فنحن لا نستطيع الحكم على أداء المقاومة خلال فترة زمنية بأنها تركت المقاومة .
الكل بعد 2006 شكك في أداء المقاومة وراهن على أنها ستتوقف، ولكن الواقع كان مناف لذلك بشكل جذري ، بإذن الله، نحن ما زلنا متمسكون بالمقاومة وبخطها وإننا على كامل قناع بان كافة الخيارات الأخرى خيارات فاشلة وكل الوقائع والإحداث السياسية على الأرض في غزة والضفة دليل على ذلك .
** نجح القسام في تطوير إمكانياته وبات رقماً صعباً في المواجهة ما هي أهم التحولات والبصمات التي قادت لهذه النتيجة؟ .
القسام بدأت مقاومتها قبل عقدين من الزمن بوسائل بداية وبسيطة جدا وكانت تعتبر بمثابة اقتحام للمستحيل في ذلك الوقت، فبدأت بالحجر والسكين ثم طورت أدائها بعض الأسلحة الخفيف، وقامت بتصنيع بعض المتفجرات الخفيفة، ثم أدخلت تقنية العلميات الاستشهادية ثم دخلت انتفاضة الأقصى وأدخل القسام مفردات جديدة لها مثل القذائف والصواريخ والإنفاق وعلميات اقتحام المغتصبات رداً على جرائم الاحتلال التي يرتكبها وما زال، ومع تصاعد للعدوان كانت كتائب القسام تنحت في الأرض في الصخر واستطاعت في فترة قصيرة تحقيق قفزات نوعية في مسالة تصنيع السلاح وتطوير أدائها ووسائلها في المقاومة، ولا زالت عند هذا العهد وتطمح للمزيد في الأيام والسنوات القادمة بحسب ما تقضيه الضرورة وما يتاح لها من إمكانات بإذن الله تعالي .
** قبل فترة تحدثتم عن مساعي لتنسيق غرفة عمليات مشتركة مع الفصائل هل من خطوات عملية؟ .
نحن ما زلنا نسعى في هذا الصدد، ورغم ذلك هناك تنسيق على أعلى المستويات، وخاصة بعد حرب الفرقان، هناك تنسيق كامل بين القسام والفصائل الفعالة على الساحة الفلسطينية، وتواصل بشكل مستمر، لكن الوصول لحالة عمل مشترك وكامل تعترضها صعوبات كثيرة بعضها أمني وتنظيمي وصعوبات تتعلق بطبيعة العمل والمواجهة مع الاحتلال، ولكن نحن نؤكد بان هناك حفاظ بشكل كامل على مستوي كبير بين التنسيق والتعاون مع كافة الفصائل والأجنحة الفعالة على الساحة .
** جرت في الفترة الأخيرة عدة عمليات في الضفة قبل أن يجري ما جرى من استهداف مشترك من الاحتلال والسلطة، والسؤال عن قدرة المقاومة هناك على شن عمليات جديدة هل لا تزال ممكنة .
لا يخفى على أحد أن المقاومة في الضفة وخصوصا حركة حماس وكتائب القسام تعاني من هجمة مشتركة من الاحتلال وأذنابه، والضفة محتلة ومستباحة بشكل كامل للعدو، وكذلك الأجهزة الأمنية التابعة للكيان، التي تلاحق المقاومة جنبا إلى جنب مع الاحتلال، ورغم ذلك لكنها قادرة إن عاجلاً أو آجلا على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، فالمقاومة في الضفة والمجاهدين والفصائل الفلسطينية تستطيع أن تحدد طريقة عملها وفق ما تعاني وتقضيه الظروف الميدانية،
ونؤكد أن الضفة لن تسقط من حساباتنا وهي ساحة مقاومة ومواجهة أساسية مع الاحتلال وستبقى كذلك ونتوقع لها نهضة جديدة وكبيرة في المقاومة، وهذا مرهون بتغير على الأرض ، لكن نحن لن نييأس بعودتها في الضفة . فالحالة الطبيعية أن تعود المقاومة فاعلة في الضفة بعد سقوط المشاريع البديلة عن المقاومة والتي ثبت فشلها يوما بعد يوم .
** في هذه الأيام نتذكر الأسرى الذين يعيشون معاناة وأملهم بالله ومن ثم بصفقة شاليط هل من رسالة خاصة لهم ولذويهم، وكذلك الحال المختطفون في سجون سلطة عباس .
نحن نقول للأسرى في سجون الاحتلال والمختطفين في سجون السلطة الموالية للاحتلال الفرج قريب بإذن الله، فمهما طالت ظلمة السجن ستعودون إلى ذويكم ، والقسام لن يألو جهدا في تخليصهم من القيد فهم على رأس أولويتنا وطالما عبر تاريخنا في المقاومة حاولنا وما زلنا نحاول فك أسرهم بكل ما أوتينا من وسائل وستبقي قضتهم حاضرة ولن نسقطها أبداً بإذن الله .
** ظهوركم الإعلامي المتكرر خلال الحرب، رغم المخاطر، والرسائل الإعلامية القوية، بما في ذلك اختراق أجهزة بث للعدو وتوجيه رسائل عبر أجهزة اتصالاته كانت انتصار آخر، ماذا يمكن أن تحدثنا في هذا الإطار، وأبر مفارقات وتحديات ظهوركم الإعلامي .
مسألة الحرب كانت فيها الكثير من الصعوبات والتعقيد والظروف الأمنية كانت ظروف استثنائية لكن بفضل الله تعالى استطعنا أن نحافظ على قدر معين من التواصل مع العالم الخارجي واطلاعه على جرائم الاحتلال من جهة، وصمود المقاومة وثباتها من جانب آخر، وفي سبيل ذلك بذلنا كل جهد ممكن لإيصال رسالتنا للعالم بكل الطرق والوسائل، رغم من خطورة الموقف وإمكانات الضعيفة لحد ما بسبب التفوق الإعلامي الصهيوني، ولكننا استطعنا بفضل الله عبر تصوير بعض العلميات وعبر التواصل مع العالم والإعلام، واطلاعهم على صمود المقاومة استطعنا إيصال رسالة لحد ما قوية ومؤلمة للاحتلال .
** ما هي رسالتكم للشعب الفلسطيني الذي احتضن المقاومة في حرب الفرقان والأمة العربية والإسلامية التي تعلق عليكم آمالاً كبيرة في التحرير وإرساء أسس الكيان الإسلامي .
** رسالتنا لأبناء شعبنا أننا كمقاومة فلسطينية دمكم دمنا وجرحنا جرحنا وآلمنا آلمكم، هذه رسالة لكل أبناء الشعب في الضفة وغزة القدس والشتات، بأننا سنبقي المحافظين على ثوابتنا وسنقاتل حتى آخر رمق ولا يمكن أن نستسلم ، وان نسلم هذه القضية بما تحمله من شرف وقدسية نسلمها لمن يضيعها ويذهب بها لمتاهات، سنبقي نحمي المقاومة ومقدساتنا وأرضنا وشعبنا بكل بقوة وسنطور وسائلنا بما يمكننا من اجل المحافظة على مشروعنا الذي هو لبنة في مشروع الأمة العربية والإسلامية ولن نلو جهدا في تطوير المقاومة وأساليبها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق