حقائق نظام التجسس الصهيوني "ناروس" للتنصت على المصريين
[ 24/12/2011 - 05:23 م ]
في مساء الاثنين 12 ديسمبر الجاري وبينما كان العالم يحتفل بالذكري الـ110 لأول بث للموجات الكهرومغناطيسية المستخدمة في التليفون المحمول كانت وحدة المخابرات الحربية "الإسرائيلية" 8200 المتخصصة في التجسس علي الاتصالات المصرية تحتفل بافتتاح مركز "حرب البعد الخامس" للتنصت اعتماداً على تقنيات شركة «ناروس» الإسرائيلية - الأمريكية التي قاد تصميم برامجها وأنشأها الضابط الإسرائيلي «أوري كوهين»خبير الاتصالات في عام 1997 والمملوكة حاليا لشركة «بوينج» الأمريكية التي اشتري رئيس الوزراء الأسبق «أحمد نظيف» نظامها للتنصت والتجسس علي الشبكات المصرية وكشفت قصتها شبكة «سي إن إن» الأمريكية في فيلم لدينا نسخة منه بينما بيانات «ناروس» في موقعها علي شبكة الإنترنت لا تنكر حقيقة وجودها الآن داخل شبكات الاتصالات المصرية.
لا يمكن لأحد أن ينكر أن «ناروس» "إسرائيلية" أمريكية وأنها صممت في الوحدة 8200 "الإسرائيلية" للتجسس والتصنت علي الاتصالات وأنها مملوكة بنظام الشراكة منذ 2010 لشركة بوينج الأمريكية بل إن ناروس معروف في كل العالم أن برامجها تتجسس على المصريين وهي مذكورة في قانون «الباتريوت أكت» أو العمل الوطني الأمريكي 11/9 لمكافحة "الإرهاب"، نظام ناروس يمكنه تحليل وفلترة بلايين المحادثات الهاتفية لأي شبكة اتصالات في العالم وهو ذلك النظام الذي أنتجت هوليوود عنه الأفلام السينمائية حين تتجسس المخابرات المركزية الأمريكية على اتصالات الشعب الأمريكي وأشهرها فيلم «إينمي أوف ذا ستيت» عدو الدولة.
ناروس تستخدم نظام يعرف بـ»ديب باكيت إينسبيكشن» أو حزم المراقبة العميقة وهو نظام يمكنه التنصت في توقيت واحد على كل المحادثات الهاتفية المصرية بأنواعها ويقوم على مدار الساعة بتحليل المحادثات وتسجيلها عن طريق تنصت عشوائي عملاق يمكنه تسجيل عشرات الملايين من المحادثات الهاتفية الأرضية واللاسلكية مرة واحدة، المثير أن نظام ناروس لا يحلل فقط بل يمكن برمجته على متابعة صوت مشترك بعينه على مدار الساعة فيقوم النظام حتى لو تحدث ذلك المشترك بلغات أجنبية أخرى بتسجيل محادثات ذلك الشخص تمهيدا لتحليلها، ولا جدال أن ناروس من أفضل أنظمة التجسس على شبكات الهاتف أو حتى الكمبيوتر بالأسواق لدرجة جعلت شركة «إيه تي أند تي» الأمريكية الشهيرة تستخدمه للمراقبات الإلكترونية بل أنه النظام الرسمي لهيئة الأمن القومي الأمريكي.
المعلومات منشورة حيث انتج وصمم نظام «ناروس» بواسطة طاقم مهندسين من الموساد الإسرائيلي بل إن أحد مصممي النظام وهو الإسرائيلي «يعقوب ألكساندر» الشهير باسم «كوبي» تجسس مستخدما البرنامج على اتصالات البورصة الأمريكية وعندما كشفته المباحث الفيدرالية الأمريكية عام 2006 هرب إلى نامبيا في إفريقيا بمئات الملايين من الدولارات حيث يتنقل حاليا هاربا ولاتزال السلطات الأمريكية تطلب من نامبيا تسليمه، تاريخيا طبقا للمنشور صمم نظام «ناروس» عام 1997 في إسرائيل بأفكار «أوري كوهين» و»ستاس كيرمان» اللذين لا نجدهما حاليا في تشكيلة مجلس إدارة الشركة التي نقلت ملكيتها بالمشاركة مع الطرف الإسرائيلي لشركة بوينج العالمية عام 2010 مع أن أوري كوهين كما توضح بيانات «ناروس» مشاركا في الملكية حتي يومنا هذا.
ولمعرفة مدي حرفية «ناروس» يكفي الاشارة لأحد مديريها التنفيذيين وهو «وليام كرويل» المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكي المعروف أنها الموكل إليها جمع المعلومات لحساب أجهزة المخابرات الأمريكية المختلفة عن طريق مراقبة أنظمة الاتصالات المختلفة وتحليلها ومقرها في «فورت ميداي» بولاية ميريلاند الأمريكية حيث يتواجد ثاني أكبر مركز تنصت وتجسس إلكتروني بالعالم بعد مركز التجسس والتنصت البريطاني في «شلتنهايم جي سي اتش كيو» بينما يأتى مركز التنصت والتجسس الإسرائيلي على الحدود المصرية للوحدة 8200 الثالث من حيث الخطورة في العمليات.
ومسجل في تاريخ العمليات الإسرائيلية أن الوحدة 8200 تنصتت في مساء 5 يونيو 67 على مكالمة شهيرة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والملك حسين بن طلال عاهل الأردن ، كما تنصتت على مكالمة الرئيس المخلوع والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مع السفينة المخطوفة «أكيلي لاورو» التي رست في 17 أكتوبر 1985 بميناء بورسعيد ، كما تنصتت يوم 26 يونيو 1995 على محادثات الهاتف بين طائرة الرئيس المخلوع والقاهرة خلال رحلة عودتها من أديس أبابا عقب فشل عملية اغتيال مبارك ولذلك فتنصت الوحدة على الشبكات المصرية لا جدال عليه.
أما المدير التنفيذي الأهم لناروس حاليا «جورج أوسلان» فيؤكد عبر المتحدثة باسم الشركة «كاثلين شاناهان» أن علاقة «ناروس» مع الموساد كانت في الماضي وأن المشكلة هي أن الشركة تأسست في عام 1997 بواسطة طاقم مصممين ومهندسين إسرائيليين من الوحدة 8200 بالموساد لكنها حاليا أمريكية مؤكدة أن الشركة بعد أن باعت النظام إلي مصر لا تتدخل نهائيا في المراقبات ولا يمكن لمهندسيها التدخل في أي نشاط مصري إلا في حدود الصيانة طبقا للتعاقد مع الحكومة المصرية، الخطر واضح والنظام الذي يتنصت علي الاتصالات في مصر حاليا "إسرائيلي" بكل المقاييس حتي مجلة «لوموند ديبلوماتيك» حذرت في عددها الصادر في 5 سبتمبر 2010 من عمليات التنصت التي تقوم بها الوحدة الإسرائيلية 8200 وخبراؤها ضد مصر وهي ذات المعلومة التي كتبها في عام 1996 «نيك هاجار» الصحفي النيوزيلاندي المتخصص في الشئون الأمنية.
معاريف، 23/12/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق