الجمعة، 29 أبريل 2011

تحليلات سياسية/////////


3 أسباب وراء مفاجأة المصالحة
المصري اليوم

Fri, 29/04/2011 - 07:00
محمد سمير
فاجأ المصريون والفلسطينيون العالم، أمس الأول، بتوقيع اتفاق مصالحة بالأحرف الأولى بين «فتح» و«حماس» عقب اجتماعات استمرت 5 ساعات برعاية المخابرات المصرية، أنهى الانقسام الداخلى الفلسطينى المستمر منذ أربعة أعوام.
وأعلن الفلسطينيون من القاهرة عن توصل «فتح» و«حماس» إلى اتفاق شامل للمصالحة وتجاوز جميع نقاط الخلاف بين الحركتين، والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية وتحديد موعد للانتخابات التشريعية والرئاسية خلال عام بحد أقصى، فيما أعلنت مصر أنها ستدعو جميع الفصائل الفلسطينية لتوقيع اتفاقية الوفاق الوطنى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وكشفت ردود الفعل الأولية عن الصدمة الإسرائيلية والأمريكية من مفاجأة المصالحة الفلسطينية، إذ صرح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فور الإعلان عن الاتفاق، بأنه على السلطة الفلسطينية أن تختار بين السلام مع إسرائيل أو مع حماس، وذلك بعد أن أسقط الاتفاق ذريعة الانقسام الفلسطينى التى تستخدمها تل أبيب للتهرب من استحقاقات السلام، بينما استقبلت واشنطن أنباء توقيع الاتفاق بفتور شديد، حيث أعلن البيت الأبيض، فى أول رد فعل، أنه يسعى لجمع معلومات عن تفاصيل اتفاق القاهرة، واصفاً «حماس» بأنها «منظمة إرهابية».
وإذا كان الفلسطينيون باتفاق القاهرة قد أسقطوا ذريعة الانقسام التى تتحجج بها إسرائيل للتهرب من السلام، وأكدوا وحدتهم فى توقيت أكثر من رائع قبل 4 أشهر من التصويت المقرر فى سبتمبر المقبل فى الأمم المتحدة على الدولة الفلسطينية، فإن اتفاق القاهرة أعاد لمصر هيبتها الإقليمية وشكل فرصة كبيرة لاستعادة دورها الريادى، كما كشف عن سياسة خارجية جديدة ترتبط بالتطلعات العربية وتبتعد بنفسها عن الصورة التى سادت فى الفترة الأخيرة، والتى بدت أمام البعض منحازة إلى إسرائيل والولايات المتحدة أكثر من الفلسطينيين، وهو الأمر الذى جعل «حماس» أكثر عناداً فى مواجهة دور الوسيط المصرى.
ويجرنا ذلك إلى أول أسباب نجاح الاتفاق، وهو سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى تم اعتباره - من خلال تقييم البعض لعدة مواقف - «منحازاً» ضد حماس، وأداة لتنفيذ الأوامر الأمريكية التى تدافع عن المصالح الإسرائيلية.
وإذا كان السبب الأول يبدو نفسياً، إذ يعبر عن «رغبة» مصر فى التنصل من سياسات نظامها السابق، مما أدى إلى سقوط «عناد» حماس لدور الوساطة المصرية، فإن السبب الثانى يبدو «براجماتياً» إلى حد كبير، وهو انعدام الاستقرار السياسى فى سوريا، مما شكل ضغطاً وقلقاً كبيراً عند حركة حماس باحتمال فقدان داعمها الأول، وهو النظام السورى بقيادة بشار الأسد، بالإضافة إلى تقارب إيران، الداعم الثانى لـ«حماس»، مع «مصر» بعد رحيل نظام مبارك.
ويضاف إلى ذلك السبب الثالث «الواقعى»، وهو غياب قوة الضغط الأمريكية على إسرائيل، والذى تمثل فى فشل واشنطن فى إلزام تل أبيب بالتوقف عن بناء المزيد من المستوطنات للعودة لمفاوضات السلام، وهو المطلب الذى تحداه نتنياهو بعنجهية كبرى أدت إلى إحراج حليفة إسرائيل الأولى، مما دعا الأطراف الفلسطينية - وهى هنا «فتح» - إلى العودة إلى الواقعية بعد الإطاحة بأحلام احتمال وقوف الولايات المتحدة موقفاً متوازناً بدا لوهلة مع بداية تعامل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع أزمة الشرق الأوسط.
وتأكدت الواقعية الفلسطينية فى أول تصريحات الرئاسة الفلسطينية التى انطلقت من واقع توحد موقفى «حماس» و«فتح»، مما أكسبها قوة كبيرة فى مواجهة الصلف الإسرائيلى، إذ عقّب الناطق باسمها نبيل أبوردينة، على مطالبة نتنياهو محمود عباس بالاختيار بين السلام مع إسرائيل أو مع حماس، بتأكيده أن المصالحة والاتفاق الذى تم توقيعه هو «شأن فلسطينى داخلى»، وأن على نتنياهو أن يختار بين السلام والاستيطان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق