تقييم صهيوني لحصيلة المواجهة الأخيرة ضد حماس في قطاع غزة
[ 20/04/2011 - 06:17 م ]
طمأن نائب قائد تشكيلة غزة في الجيش الصهيوني، أمير أفيفي، المستوطنين في الجنوب، من أنَّ جولة التصعيد الأخيرة وصلت نهايتها، متوقعاً أنْ تستمر حالة الهدوء على الجبهة الجنوبية خلال الأيام المقبلة، في ظل عدم وجود مؤشرات حالياً تدل على نية حماس خرق التهدئة على الأقل في الأيام القريبة، لكنها لا تبذل جهوداً كافية لمنع إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" من قبل الفصائل الصغيرة، لذا فإنها المسؤول الوحيد عن إطلاق النار من غزة، فيما قال نائب وزير الخارجية الصهيوني، داني ايالون، أنَّ وقف إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه الأراضي الصهيونية لن يتم إلا بـ"تقويض" سلطة حماس.
في هذا الوقت، أظهر استطلاع صهيوني للرأي أنَّ 60% من "الإسرائيليين" يرغبون في شن عملية عسكرية جديدة على قطاع غزة، مثل عملية "الرصاص المصبوب"، فيما 29% لا يرغبون بذلك، وذكر معظمهم أنَّ منظومة "القبة الحديدية"، لن تكون فعالة بقدر شن عملية عسكرية على القطاع، رغم تمكنها من إسقاط 8 صواريخ تابعة لحركة حماس.
وقد قدرت محافل عسكرية صهيونية أنَّ حرباً برية بين إسرائيل وحماس لن تفتح في هذه الآونة، لأنَّ الطرفين غير معنيين بها، حالياً، فلن يبادر أي رئيس وزراء صهيوني لحرب حين يكون مليونا تلميذ في إجازة الفصح، كما أنَّ حماس أيضاً، بين مهمة ترميم أضرار "رصاص مصبوب"، والإنفراج في العلاقات مع مصر، لا رغبة لها بذلك، ولا يزال يفهم الجميع بأنَّه لو أصاب الصاروخ المضاد للدبابات الذي أطلق مؤخراً باصاً محملاً بالتلاميذ، وليس فقط فتى واحداً، لكان من الصعب وقف الحرب.
ومع ذلك، أشار المحللان العسكريان "الإسرائيليان"، عاموس هرئيل، وآفي يسسخروف، أنَّه كالمعتاد، فإنَّ عملية وحيدة من شأنَّها أن تؤدي إلى فقدان تام للسيطرة، لأنَّ كل جولة للتحريك والتوقف، بعدها فترة هدوء وتحريك آخر، بحيث تسحق الكوابح بالتدريج، لتهترئ أخيراً من شدة الإستخدام.
استعراض مبكر
ويكشفان عن وزير كبير في الحكومة الصهيونية، طُلب إليه تقدير احتمالات الحرب في الصيف القريب القادم، حيث أخذ الإنطباع بأنَّ الجبهة الشمالية، حيث يستثمر الجيش جزءً كبيراً من مساعيه، فإنَّ احتمال المواجهة بالذات متدنية، لأنَّ سوريا ولبنان منشغلان بمشاكلهما، وإيران لن تسمح مرة أخرى "لحزب الله" بتوريطها بـ"استعراض مبكر وسائب لقدراتها" مثلما فعل في تموز 2006، والمواجهة إذا ما جاءت، فمن شأنها أنْ تأتي أساساً من الجنوب، من سلسلة أخرى من الإحتكاكات، وسوء التفاهم على حدود غزة.
ويرى المحللان: الساحة الفلسطينية ستبدو معقدة على نحو خاص في الأشهر القريبة القادمة، وليس فقط بسبب التوتر مع حماس، في يوم النكبة، منتصف أيار، تخطط السلطة الفلسطينية لمسيرات جماهيرية نحو المستوطنات والحواجز، وفي نهاية ذات الشهر من المتوقع أسطول كبير نحو قطاع غزة، وفي أيلول أزمة سياسية حول إعلان الدولة الفلسطينية، وهكذا يبدو خيار المواجهة العسكرية يرفع شعار: غزة أولاً!
ويستدركان بالقول: كل ذلك شريطة ألا يفرض الثنائي السياسي "بنيامين نتنياهو وايهود باراك" على القيادة العسكرية خطوة مبادر إليها في إيران، "تسرق الأوراق"، خاصة وأن "سلم الأولويات" الذي عرضه رئيس الأركان الجديد، "بيني غانتس"، فإنَّه يضع الساحة الفلسطينية في المكان الثالث فقط، تسبقها إيران والساحة الشمالية، التي توجد فيها أولوية للجبهة السورية على اللبنانية، وفي المكان الرابع تأتي الساحة الجنوبية، أي الحدود المصرية، ولكن في اللغة العسكرية لا يزال هذا يحدد كـ"خطر محتمل، وليس تهديداً".
ويتوقع "غانتس" "احتدام التهديد الأمني، واحتمالية التصعيد وتدهور القتال في أكثر من جبهة واحدة، فإيران، برأيه، ستواصل "التمترس داخل مجال الحافة"، قبيل تحقيق السلاح النووي، وقيادة نشاط المعسكر المعادي في المنطقة، ويتعين على الجيش الصهيوني أنْ يستعد لإمكانية قتال شامل انطلاقاً من الفهم بأنَّ العدو سيعمل على تشديد تهديد الجبهة الداخلية، العسكرية والمدنية، التي ستكون "ساحة قتال ثانية في كل سيناريو".
القوات التنفيذية
ذات المحافل العسكرية الصهيونية رفضت الوضع القائم حالياً على الحدود مع غزة، لأنَّه ببساطة يسمح للطرف الآخر، حماس، بـ"إملاء الخطوات"، بما في ذلك بدء ووقف النار، لأنه لا ينبغي أن يعمل الجيش وفقاً للخط الذي تنتهجه الحركة، بل أن يدفعها للخوف بشكل عام من استفزازه، حتى قبل أن تطلب وقف نار مؤقت آخر.
أكثر من ذلك، حذرت أوساط نافذة في قيادة المنطقة الجنوبية من أنْ تُمارس "إسرائيل" دور "المستدرج"، فالوضع سيء ومحرج بما فيه الكفاية، وهي ملزمة بأنْ تكون المبادرة في ظل إبداء اليقظة في أوساط أصحاب القرار الكبار، لأنَّه في أوساط القوات التنفيذية على الأرض: جواً، بحراً وبراً، لا توجد مشاكل في هذا الشأن، فالجيش "الإسرائيلي" اليوم، بكل أسلحته: متطور، مدرب، ذو كفاءة تنفيذية أفضل من أي وقت مضى!
صحيح أنَّه سيكون من الخطأ في الوضع الحالي، الخروج في حملة مثل "رصاص مصبوب"، ولكن يجب الرد الآن بشكل حاد ضد "أهداف نوعية"، ليست مجرد مخازن سلاح، أنفاق، خلايا إطلاق صواريخ، وإنما مهاجمة قيادات، مركز اتصالات، قادة كبار، شخصيات أساسية، إنتاج الوسائل القتالية، ومصانع الصواريخ. بمعنى، تنفيذ ارتفاع هام في الدرجة يلحق الهزيمة بالطرف الآخر، وهكذا، محظور الوصول إلى وضع يملي فيه العدو متى تبدأ النار، وكم من الوقت تستمر.
"إسرائيل" توجد في وضع زعماؤها ملزمون بأنْ يتخذوا قرارات شجاعة، ليست كرصاص مصبوب أخرى، لكنها تتضمن ارتفاعاً في الدرجة في نوع الأهداف، وفي شدة الإصابة لها، وفي كل حروب الماضي انهار العدو عندما أخرجناه عن توازنه من خلال أداء جسور واختيار لأهداف غير مرتقبة.
أخيراً..كنا نعرف بأنَّه طالما كان يقاتل العدو حسب التخطيط القائم، فان أداءه وقوة امتصاصه لخسائره أتاحا له البقاء، بل والوصول لإنجازات على الأرض، حذار على إسرائيل أن تنسى استنتاجات الماضي في عملية التخطيط للمستقبل!
موقع الجيش الصهيوني، 19/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق