الأربعاء، 20 أبريل 2011


كيف تحولت مدينة "سديروت" إلى "عاصمة" صواريخ القسام"؟
[ 19/04/2011 - 08:57 م ]
تحيي مدينة "سديروت" جنوب "إسرائيل" هذا العام "عيد الفصح اليهودي" بالتزامن مع ذكرى مرور عشرة أعوام على سقوط أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع "قسام"، في "عيد الفصح" الذي وافق تاريخه 16 أبريل 2001، حيث استقبلته أول صاروخ بذهول، دون وجود صفارات إنذار، ولم يعرف أحد ما هذه "الماسورة" التي ألقيت من غزة، لكن هذه الصواريخ تحولت بسرعة إلى روتين يومي يهدد المدينة، حتى أصبحت بمثابة "عاصمة صواريخ القسام".
وقال رئيس البلدية السابق للمدينة "إيلي موييال": في ذلك الوقت كان الجميع متأكد من هذا الحادث لمرة واحدة، ولم يخطر ببال أحد أنْ هذا التهديد سيستمر عشر سنوات، ولم يفهم بأن هذه اللحظة تعني أن سكان سديروت قد انتهت حياتهم الطبيعية، مستذكراً كيف زار المدينة كل أركان الحكومة والأركان العامة في الجيش الصهيوني، وكان الجميع متأكدين بأنها حادثة معزولة، ولمرة واحدة، وأن أحداً لا يريد تجاوز الخط الأحمر مرة أخرى.
توقف الحياة
وحسب كلامه، فإن كل الحكومات الصهيونية في العقد الأخير مسؤولة عن ذلك، إذ أنَّه من قصف موضعي نبتت ظاهرة أثرت على الكثير من نواحي حياة السكان، لقد كانت تشهد المدينة ازدهاراً في قطاع البناء، وأذكر الآلاف من سكان عسقلان انتقلوا للسكن في سديروت، وفجأة بعد صواريخ القسام هرب الجميع من هنا، ووصل الأمر إلى أنَّه لم تبن شقة واحدة فيها طيلة تسع سنوات، ووصلت الأسعار للشقة إلى حد 100 ألف شيكل، وكان بالإمكان شراء شقة مؤلفة من ثلاث غرف، ومع ذلك فإن الناس لم يشتروا، لنه ببساطة توقفت كافة مجالات الحياة في المدينة.
فيما ذكر عضو الكنيست "عامير بيرتس"، وزير الدفاع السابق، الذي كان حينها رئيس اتحاد نقابات العمال "الهستدروت"، أنَّه كان من الشهود الأوائل على سقوط الصاروخ الأول، حين وقع صوت انفجار كبير، ولم يفهم "الإسرائيليون" في بداية الأمر ما حدث، لكن الأخبار تناقلت بسرعة، بأنَّ الإنفجار نتيجة سقوط صاروخ، وشكل ذلك بمثابة "تدشين دخول" حركة حماس مرحلة جديدة تتحدى فيها "إسرائيل"، وفي البداية لم يتم التطرق إلى أنَّ هذا الصاروخ يتضمن تهديد حقيقي، وحينها كان الفهم لهذا الحادث بأن الفلسطينيين يحاول التهديد ليس أكثر, ولم يكن يعتقد أحد بأنه يمكن أن يتسبب بأضرار في الأرواح والممتلكات".
وأضاف: لاحقاً أوضحت حماس أن هذا الصاروخ هدفه التحرش "بإسرائيل"، التي لم تتعامل في البداية مع القسام على أنه شيء يمكن أن يهدد، أو يعرض حياة مواطنيها للخطر، لكنها تعاملت معه بلا مبالاة.
وقال الموسيقار "حاييم أولئيل" الذي كتب أغاني تتناول الوضع في "سديروت" أنه لا ينسى ذلك "اليوم الفظيع"، أذكر أنهم قالوا لي أن هذا الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة، ولم أفهم ما المقصود من ذلك، لم أعرف ماذا يعني القسام، وما الذي يمكن أن يفعله.
من جهتها، أشارت أوساط عسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، أن عشرة أعوام عصيبة مرت على المدينة منذ ذلك الحين، عاش خلالها الإسرائيليون مع آلاف الصواريخ التي سقطت على مدينتهم, وفي البداية لم تكن صواريخ القسام مطورة كما هي اليوم, بل بدائية, حيث تمثل إنجاز حماس حينها في عملية الإطلاق فقط، وليس إلحاق الأضرار.
معطيات ودلالات
وتشير معطيات إحصائية نشرتها الجبهة الداخلية الصهيونية بهذه المناسبة، أن مدينة "سديروت" شهدت تصعيداً في إطلاق الصواريخ مع مرور السنوات، على النحو التالي:
1. العام الأول 2001 سقط شهد سقوط أربعة صواريخ فقط.
2. وفي العام التالي 2002 أطلق 35 صاروخ.
3. عام 2003 أطلق 155 صاروخ.
4. 2004 سقط 281 صاروخاً، حيث تم تركيب صفارات الإنذار.
5. 2005 شهد سقوط 179 صاروخاً.
6. عام 2006 أطلق 946 صاروخاً.
7. عام 2007 سقط 783 صاروخ.
8. عام 2008 حيث بدأت العملية العسكرية "الرصاص المصبوب"، فقد سقط 2084 صاروخ.
9. عام 2009، هدوء شاذ واستثنائي.
أخيراً، لقد مضى على هذه الحادثة عشر سنوات، وهي فترة زمنية لا تصدق، عاش فيها سكان سديروت، وسقط عليهم 2000 صاروخ من صواريخ القسام البسيطة التي أطلقت يومها، لكنها ليست هي اليوم الصواريخ المتطورة التي تهدد المدينة، حينها كانت الصواريخ جداً بدائية، والهدف الذي حققته حماس في نفس إطلاقها، وليس في الأضرار التي كبدتها هذه الصواريخ.
موقع الجيش الصهيوني، 18/4/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق