عماد الدين أديب: الانتخابات أفرزت معارضة خارج المؤسسات.. و«إخوان» أكثر شراسة.. وأقباطاً أكثر إحباطاً.. ومجتمعاً دولياً متشككاً فى مصداقية النظام
كتب على زلط ٢٦/ ١٢/ ٢٠١٠
حذر الإعلامى الكبير عماد الدين أديب من تبعات انتخابات مجلس الشعب الأخيرة على مستقبل الحياة السياسية فى مصر، وقال، أمس، فى حوار لبرنامج «صباح دريم»، الذى تقدمه الزميلة الإعلامية دينا عبدالرحمن، إن انتخابات مجلس الشعب أضرت بوعد الرئيس بإجراء انتخابات نزيهة، وما شابها من عملية «تزوير» لصالح مرشحى الحزب الوطنى كان خطيرا، واستبعد المعارضة تماما وأساء لسمعة مصر فى الخارج.
وأضاف أديب: الطريقة التى سارت بها الأمور فى الجولتين الأولى والثانية أفرزت أربعة مظاهر مقلقة على مستقبل مصر، وهى: أقباط أكثر إحباطا لعدم تمثيلهم بحجمهم الطبيعى فى المجتمع، ومعارضة خارج المؤسسات الدستورية متمثلة فى الأحزاب التى منيت بهزيمة قاسية وقررت مقاطعة جولة الإعادة، وإخوان أكثر شراسة. وتابع: «على الرغم من تصريحات محمد بديع، مرشد الجماعة، عن مقاومة البرلمان الحالى بالطرق السلمية، فإننى أتوقع زيادة التيار المتطرف داخل الإخوان، وسوف تنزح الجماعة للتشدد» ـ على حد وصفه ـ وعلاوة على ذلك كله، أفرزت الانتخابات مجتمعا دوليا أصابه التشكك، فى مدى مصداقية النظام.
وحول تفسيره لطريقة إدارة الانتخابات حتى خرجت بالصورة التى هى عليها، قال أديب: أتصور وجود قوى داخل النظام تعطل بقوة مسيرة الإصلاح التى بدأها الرئيس حسنى مبارك منذ ٣٠ عاما، وأن هناك واحداً من احتمالين يعول عليهما هؤلاء الذين أداروا الانتخابات فى الحزب الوطنى: «الأول هو إما أنهم فقدوا الثقة فى المعارضة ويسعون لإخراج معارضة من داخل الحزب أو تأسيس تجربة تشبه الولايات المتحدة، وأن يكون هناك حزبان كبيران مثل الحزب الجمهورى والديمقراطى يتنافسان فى السياسة، وهذا احتمال صعب تحقيقه فى مصر». وفى معرض سرده للاحتمال الثانى قال أديب: «وربما شعروا أن هذا هو عام الانتخابات الرئاسية، وبالتالى المطلوب أن تمر دون إزعاج».
وتابع: «ردا على ما حدث من خطأ فى انتخابات مجلس الشعب، والإساءة لتجربة التسامح الرئاسى، أدعو الجميع إلى عدم التشنج ومحاولة استمالة مؤسسة الحكم لصالح حالة التسامح السياسى مرة أخرى».
وحول فكرة «الخروج الآمن من السلطة» التى كان قد تحدث عنها، قال أديب: «كثيرون اتفقوا مع طرحى، وقوبل باعتراضات من البعض، لأننا لسنا فى جمهوريات الموز، لكن على أى حال هذا الخروج أصبح صعبا حتى لو أراد الرئيس».
وردا على سؤال لدينا عبدالرحمن عن مدى تقبل الرئيس هذه الفكرة، قال أديب: «لا أستطيع التعقيب»، وقال إن السؤال الذى يجب أن يشغل بالنا ليس «من بعد مبارك؟ بقدر ما هو كيف ينتقل الحكم بعد الرئيس، وأضاف: «أنا مرعوب وخائف بشدة على مصر من الصراع حول خلافة مبارك»، وناشد الرئيس أن يؤمن انتقالا ديمقراطيا وسلسا للسلطة بصورة تليق بمصر «حتى لا نسقط فى المجهول» ـ على حد تعبيره.
وأوضح أديب أن أكبر مشكلة يراها فى مصر الآن هى تناقص الرضا عن منظومة الحكم، وقال إنه رغم ما قيل عن سلبيات حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فإنه كان حائزا على الرضا الشعبى، وبالتالى لم يلجأ للعنف الحكومى فى التعامل مع الشارع. وحذر من أن البديل أمام أى حكومة تواجه عدم الرضا هو العنف وقال: «خوفى ورعبى من تناقص الرضا، وأرجو من الجميع حاكما ومحكوما إدارة الخلاف بحكمة».
وفيما يخص محمد البرادعى، قال أديب: «هو شخص محترم وكفء لكن أدعوه إذا أراد التغيير أن يتواجد فى مصر لأن التغيير لا يأتى من الخارج أو بالريموت كنترول».
وردا على سؤال حول رأيه فيما جاء عن مصر فى تسريبات ويكيليكس قال أديب: أثبت ويكيليكس أن الرئيس مبارك كان دائم الحرص على ألا تكون مصر أداة لأمريكا فى المنطقة، وأضاف: «كان واضحا جدا رفضه سياستها فى غزو العراق، ورفض ضرب حماس وحرب غزة، وموقف الرئيس كان دائما استقرار المنطقة، ومن هذا المبدأ جاء القلق المصرى من تنامى القدرة النووية الإيرانية».
وأقر الإعلامى الكبير بوجود تضييقات على الإعلام فى مصر خلال عام ٢٠١٠، واعتبرها تراجعا عن الحريات التى ضمنها الرئيس مبارك، وطالب برفع يد السلطة عن الإعلام المستقل فى مصر «لأن من مصلحتها ذلك»، وأوضح أن الدولة حين ضيقت على القنوات المستقلة لجأ الناس لقناة الجزيرة».
وقال أديب إنه حزن بشدة لتوقف برنامج شقيقه عمرو أديب «القاهرة اليوم»، وإن حزنه نابع من كونه مشاهداً جيداً قبل أن يكون أخا لعمرو، وقال إن الذين أوقفوا البرنامج فشلوا فى إقناع جمهوره، وأغلبهم من النخبة، بالأسباب، وتابع: «كثيرون أغاظهم أن (عمورة) ناجح وله جمهوره، قد يكون مشاكساً ويثير المشاكل أحيانا لكن هذا أسلوبه، ولا يعقل أن يحرم جمهوره منه»، وقال إن البعض، أدهشهم حجم المشاهدة المرتفع لبرنامج عمرو أديب بالرغم من أنه على قناة مشفرة، ووجه رسالة لعمرو على الهواء: «لا تخرج على التليفزيون بصفقة.. وأكرم لك أن تجلس فى بيتك من أن تقدم برامج الطبخ وغيره».
وقال عماد الدين أديب إنه يختار القاضى وليد الشافعى صاحب قضية تزوير الانتخابات فى البدرشين شخصية العام فى مصر، وكذلك إيفا قابيل كيرلس، أول سيدة مسيحية تصبح عمدة قرية فى الصعيد، وعلاء مبارك لقدرته على تجاوز حزنه على فقيده المرحوم «محمد» وتحويل الحزن إلى طاقة للعمل الخيرى، أما عربياً فحسن نصر الله شخصية العام على الرغم من الخلاف معه فإنه صانع أحداث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق