الخميس، 24 نوفمبر 2011

باب المغاربة وتهويد القدس


باب المغاربة وتهويد القدس
 [ 24/11/2011 - 05:39 ص ] 

نواف أبو الهيجاء
يزمع العدو المحتل إزالة جسر باب المغاربة غربي الأقصى والمفضي إلى ساحة البراق التي أسماها المحتلون (حائط المبكى). ومعنى هدم الجسر هو فتح المجال أمام مزيد من عمليات تهويد الأقصى وما حوله استكمالاً لمخطط تهويد القدس بالكامل لكي ينجح الصهاينة في عزمهم المعلن وهو أن تكون القدس العاصمة الموحدة والأبدية لدولتهم.
زيارة العاهل الأردني الأخيرة لرام الله تطرقت إلى هذا الموضوع حيث إن الأردن لايزال يرعى المسجد الأقصى ويتحمل مسئوليته سياسياً إلى جانب السلطة الفلسطينية.
المحتلون يريدون هدم الجسر بحجة قدمه وكونه بحسبهم آيلاً للسقوط، وبدلاً من ترميمه وتقويته يقوم الصهاينة برسم خطة هدمه. ولكن المسألة متعلقة بتهويد كامل القسم الشرقي من القدس، وهو القسم الذي قام الصهاينة باحتلاله في حرب يونيو عام 1967.
ولأن مخطط التهويد ساري المفعول والمحتلين يزيدون يومياً من مساحات الأراضي التي يقيمون عليها مستوطناتهم في عموم القدس شرقاً فإن مخطط هدم باب المغاربة يرمي إلى بناء ساحة بطقوس وأسس يهودية لتغيير معالم القدس العربية والإسلامية.
إن الهدف المرسوم للصهاينة هو إفراغ القدس من أهلها العرب وقد أدت سياسة الإبعاد والإقصاء ومصادرة الأراضي والمنازل العربية وإسكان اليهود في الحارات العربية إلى انخفاض عدد أهالي القدس العرب بنسبة كبيرة وهم إذا ما قاربنا الموضوع استناداً إلى مشروع القدس الكبرى أصبحوا أقلية حقاً في ظل وجود أكثر من ربع مليون مستوطن في المنطقة الشرقية من القدس وحدها.
ولأن عروبة وفلسطينية وإسلامية القدس هي مسئولية العرب والمسلمين بجانب مسئولية أهلها أبناء فلسطين فان انتظار (انفتاح) مسار الحل (المسمى سلمياً) يمكن أن يؤدي في يوم قريب إلى اكتشاف حقيقة مؤلمة وهي ضياع عروبة القدس، خاصة أن العدو المحتل يروم تهديم الأقصى ذاته والحفريات جارية تحت أساساته منذ عام 1967 وحتى اليوم بحثاً عما يؤيد أسطورة المحتلين بوجود الهيكل المزعوم وزعم أن الأقصى مقام ومشيد فوق ما يسمى هيكل سليمان.
حتى اليوم فشل اليهود الصهاينة في العثور على أي أثر يؤكد صحة مزاعمهم بشأن يهودية القدس أو أي مكان فيها لم يجدوا أي دالة على ما يسمى الهيكل، كما أن المغاربة سور عربي إسلامي غرب المسجد وهو الذي سيطر عليه المحتلون في العام 1967 ليحولوه إلى حائط المبكى ذي القدسية الخاصة لدى اليهود الصهاينة.
إن من شأن التهاون والتعاون أمنياً مع المحتلين أن يقوي ويدعم مشاريعهم لتهويد القدس والضفة وإعلان قيام ( الدولة اليهودية) على كامل أراضينا العربية في فلسطين من البحر إلى النهر.
والموقف المطلوب هو استثمار قبول عضوية فلسطين في اليونيسكو لمنع تخريب وتهديم الآثار العربية الإسلامية في عموم فلسطين وخاصة في القدس الأقصى وما حوله. كما أن من الواجب أن تطرح السلطة، وبعد أن تستعيد اللحمة الوطنية الفلسطينية قوتها بالمصالحة وخطواتها الأكيدة، أقول الواجب طرح المسألة على النطاق الأممي واستصدار قرار يمنع المحتلين من تغيير الطابع الديمغرافي لفلسطين المحتلة وهذا ما يؤكده القانون الدولي.
* كاتب فلسطيني
nawafabulhaija@yahoo.com
صحيفة الوطن العمانية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق